استثمارات سعودية بمليارات الدولارات تزدهر في جنوب أفريقيا- طاقة، تعدين، ولوجستيات.
المؤلف: «عكاظ» (لندن) OKAZ_online@11.05.2025

أفادت وكالة «بلومبيرغ» المرموقة، يوم أمس، بأن سلسلة من اللقاءات الهامة جمعت مسؤولين سعوديين بنظرائهم من جمهورية جنوب أفريقيا، وقد أثمرت هذه اللقاءات عن مباحثات معمقة وتوقيع اتفاقيات ضخمة تقدر قيمتها الإجمالية بمليارات الدولارات خلال العام المنصرم.
وأوضحت الوكالة أن التوجه السعودي المتزايد نحو الدول الصناعية الكبرى في القارة الأفريقية يندرج في إطار سعي حثيث من المملكة للاستثمار الاستراتيجي في قطاعات التعدين والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى القطاع الزراعي الحيوي.
وتعد جنوب أفريقيا وجهة جاذبة لشركات التعدين العالمية، وذلك لكونها الدولة الصناعية الأكبر والأكثر تطوراً في القارة السمراء، فضلاً عن امتلاكها بنية تحتية متطورة تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة.
وأشارت «بلومبيرغ» إلى أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا قد ازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ العام 2022، وذلك عقب اللقاء المثمر الذي جمع بين صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفخامة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا. وقد أثمرت تلك الاجتماعات والمباحثات رفيعة المستوى عن إبرام صفقات استثمارية بقيمة إجمالية بلغت 5 مليارات دولار، موزعة على قطاعات الطاقة المتجددة الواعدة، والخدمات اللوجستية المتطورة، وشبكات محطات الوقود، والعقارات المزدهرة. وجدير بالذكر أن بعض هذه الصفقات قد تم توقيعها بالفعل، في حين أن الصفقات الأخرى لا تزال في طور اللمسات النهائية تمهيداً لتوقيعها قريباً. وألمحت بلومبيرغ إلى أن الإقبال على الرحلات الجوية التي تستغرق نحو 10 ساعات بين جنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية قد شهد تزايداً ملحوظاً، الأمر الذي دفع الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا إلى دراسة جدية لإنشاء خط جوي مباشر يربط بين العاصمة الرياض ومدينة جوهانسبرغ الحيوية.
ونقلت «بلومبيرغ» عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الدولية في جنوب أفريقيا، السيد كريسبن فيري، تصريحه بأن العلاقات الثنائية بين البلدين قد شهدت نمواً مطرداً وكبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، وقد صاحب ذلك نمو ملحوظ في حجم الاستثمارات السعودية في جنوب أفريقيا.
وأضاف السيد فيري أن وزير التجارة في جنوب أفريقيا سيترأس الاجتماع العاشر للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والذي من المقرر عقده في العاصمة الرياض خلال شهر مايو القادم. ومن جهته، صرح الملحق التجاري السعودي في جوهانسبرغ، السيد حسين الغريميل، بأن التعاون التجاري بين البلدين يتم على مستوى عالٍ من التنسيق والتعاون، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود بعض التحديات التي لا تزال قائمة.
وتفيد مجموعة بنك ستاندرد بأن حصة الصندوق السيادي السعودي في شركة أكوا باور، والتي تبلغ 44%، قد جعلت المملكة العربية السعودية أكبر مستثمر في قطاع الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا. وقد استثمرت شركة أكوا باور حتى الآن ما يقارب 1.9 مليار دولار أمريكي في ثلاثة مشاريع عملاقة لإنتاج الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا.
كما نقلت «بلومبيرغ» عن مصادر مطلعة قولها إن شركة بوابة البحر الأحمر الدولية السعودية تعتزم الدخول في مناقصة ضخمة تزيد قيمتها على 600 مليون دولار أمريكي لتطوير ميناء ديربان، الذي يعتبر أكبر وأهم ميناء على الساحل الأفريقي بأكمله. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط شركة أرامكو السعودية العملاقة للاستحواذ على محطات الوقود التابعة لشركة شل في جنوب أفريقيا، في صفقة قد تصل قيمتها إلى مليار دولار أمريكي.
